لغز الأسبوع

الأمر هنا يتعلق بأبيات شعرية لإبن الرومي
وهي من أكتر الأبيات روعة إلى قلبي و أكترها وصفا للحركة ولو بشكلها الكاريكاتوري الطريف التي تصف أحدب في ثلاث حركات "زمكانية" نجدها دفعةً واحدةً دون تقطّعٍ في الزمان والمكان، وهي حركة الأحدب وهو يتوجّس خيفة الضّرب كأنه متهيءٌ أن يُصفع وحركته كأنما صفعت قفاه مرّةً، وأخيراً حركته وهو يتجمّع عندما أحسّ ثانيةً لها:

قصرت أخادعه وطول قذاله - فكأنّه مترّبص أن يُصفعا
وكأنما صـفعت قــفاه مـرة - وأحسّ ثانيةً لها فتجمّعا

فهذه الصورة جمعت إلى جانب الحركة كلّ العناصر والملكات من شكلٍ، وحسٍّ، وخيالٍ، وتأمّلٍ... في هيئة سخرٍ "عمل فيها الشاعر عمله المركّب ليتمّ فيها نصيب العين والضحك والخيال، فصورة الرّجل وهو يتهيّأ لأن يُصفع، ثمّ يتجمّع ليتّقي الصّفعة الثانية، هي صورة الأحدب بنصّها وفصّها، لا يُعوزها الاتقان الحسّي، ولا الحركة المَهِينة الزّرية، ولا التأمّل الطويل في ضمّ أجزاء الصورة بعضها إلى بعض حتّى تتّفق الحركة مع التشبيه هذا الاتّفاق

إختيار صعب للغز ولكنه موفق إلى أبعد حد

نحن تلاميدك يا أستادي الكريم
ومتطلعون دائما لجديدك