مؤسسة مولاي عبد الله الشريف
أنت غير مسجل في المنتــــدى لن تتمكن من رؤية الروابط عرف بنفسك
بالضغط على :دخول
او إضغط على:تسجيل--ان كنت لم تسجل بعد--
او الغاء ان كنت تحبد التصف فقط .
مؤسسة مولاي عبد الله الشريف
أنت غير مسجل في المنتــــدى لن تتمكن من رؤية الروابط عرف بنفسك
بالضغط على :دخول
او إضغط على:تسجيل--ان كنت لم تسجل بعد--
او الغاء ان كنت تحبد التصف فقط .
مؤسسة مولاي عبد الله الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
باسم الله الرحمان الرحيم ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

 

 كتاب رباط المعاني سيدي ح محمد المختار الحسني الوزاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ben tayib
Admin
ben tayib


عدد المساهمات : 171
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/12/2010
الموقع : oua_ah@yahoo,fr

كتاب رباط المعاني سيدي ح محمد المختار الحسني الوزاني  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب رباط المعاني سيدي ح محمد المختار الحسني الوزاني    كتاب رباط المعاني سيدي ح محمد المختار الحسني الوزاني  Emptyالثلاثاء 31 يناير 2012, 15:30



1- بــــــلاغ :



1-أي حب هو أحق وأصدق !وأكمل وأوفى ! وأتم وأصفى ! وأعذب وأحلى! وأثمن وأغلى!وأرفع وأعلى!وأمثل وأقوم! وأنظم وأحكم! وأشرف وأكرم!وأنجى وأسلم! وأسنى وأبهر !وأضوأ وأنور! وأزكى وأعطر ! وأنقى وأطهر ! وأرشد وأهدى ! وأجود وأسدى ! من ذلكم الحُبِّ المنّة ! الذي إذا ملأ الصدور أشفى ! وإذا غمر القلوب أسعد ! وإذا ناول أجزل ! وإذا استحكم رحِم ! وإذا تمكن لطف ! وإذا هيمن عطف! وإذا حل قوى!وإذا وصل جمع ! وإذا لازم رفع ! وإذا بدا أمَّنَ! وإذا ساور أنطق بعجائب الحِكم ولطائف المنن ! كل هذا وذاك رهين بحب الله ورسوله !

<< قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم .>>



2- يا عبد الله ! يا أنا ! لقد زال الرَّيْن وتوارى الغَيْن عن البصائر بإذن الله بعد التلميح بما يكفي ؛ فكن لبيبا وافهم ! وغص في أعماق بحر المثاني واصبر وما صبرك إلا بالله! ونقب عن درر المعاني واسبُر بحول الله!وتناول لدنياتها واخبُر بمشيئة الله ! واكتم موصولا منها تنل غيره من فضل الله ! ولا تَن في سلوك سبيل الهدى واعبُر إلى رحمة الله !

هناك الزم البقاء ؛ واكرع أمام حياض الأحمدية وعُبَّ منها معين التفاني ورُم الفناء ؛ فثمة الوصل والتواصل واللقاء ؛ وسعد العيش وطيبُ الهناء !



3- فيا أيها المحب! يا أنا ! خذ لنفسك من حياتك نافلة محبة قبل الفوت بالرحيل ! وتَرَشَّد في صنيعك بآي التنزيل ؛ وتَزَوَّدْ من التقى بدمعة خوف من الجليل ؛ وتَمسَّك بطاعته دون أن تحيد عنها أو تميل ؛ وانهج بالله مع سيدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم سوي السبيل .

4- هذا بلاغ حق وصدق؛ وعلى الله فيه حسن القصد. فهو حسبنا ونعم الوكيل . والحمد لله رب العالمين .



2- الدين النصيحة :



<<ولاتَنْسَ نصيبك من الدنيا وأحسِنْ كما أحسن الله إليك>> 1- يا ناسيا لنصيبه من دنياه تذكر؛وياغافلا عن مصيره إلى مولاه تفكر؛ جل بعين البصيرة وتأمل ما فات؛وانفض عنك غباره بيد من إخلاص التعلق؛وأعد لنفسك بإذن الله من حاضرك زادا وعدة لما هو آت؛ قبل أن تعبر بقضاء الموت نحو ندامة الفوات ؛واستخلص ممن خلا قبلك أوانه عبرة؛ففي العبرة سر؛وفي السرإدراك؛وفي الإدراك مراد ؛وفي المراد وصول؛وفي الوصول محبة؛ وفي المحبة تواصل؛ وفي التواصل صلة؛وفي الصلة رحمة؛وفي الرحمة علم؛وفي العلم حكمة؛ وفي الحكمة رسالة؛وفي الرسالة بيان؛ وفي البيان بلاغ؛وفي البلاغ أمانة؛وفي الأمانة صدق؛وفي الصدق أنوار؛ وفي الأنوار أسرار؛ وفي الأسرارعرفان؛وفي العرفان حضرة؛ وفي الحضرة نظرة؛وفي النظرة شهود؛وفي الشهود عبر؛وفي العبر فِكَر؛ وفي الفِكر تفكر؛وفي التفكر ذكر؛وفي الذكر خشية؛ وفي الخشية خشوع؛ وفي الخشوع خنوع؛ وفي الخنوع إخبات؛ وفي الإخبات توبة؛ وفي التوبة إقرار؛وفي الإقراراستغفار؛وفي الاستغفار إقبال ؛ وفي الإقبال رضا؛وفي الرضا رضوان؛وفي الرضوان قرب؛وفي القرب مرضاة؛ وفي المرضاة إكرام؛ وفي الإكرام رفعة؛ وفي الرفعة اجتباء؛ وفي الاجتباء حظوة؛ وفي الحظوة ما لا عين رأت؛ ولا أذن سمعت؛ ولا خطر على قلب بشر من كمال التنعيم وجمال التكريم.

لا إله إلا الله قبل كل شيء . لا إله إلا الله بعد كل شيء . لا إله إلا الله يبقى ربنا ويفنى كل شيء .



2- إذا استفْرَدَتِ الدنيا من أحدنا بمحبته؛ سقط لديها في هُوَّةِ متاهة النَّصَب؛ مشلول الحس عن كل رغبة سواها؛ وأصبح لا يرى له من نصيب حياتي إلاَّهَا في نسيان منكر لنصيبه الأكبر الأحق؛ الذي وُجِد لأجله؛ والمنبه عليه في محكم التنزيل عند قول الباري جل وعلا: << ولا تَنْسَ نصيبك من الدنيــــــــــــــــا .>>

وما هذا النصيب الذي نهانا الله عن نسيانه إلا إسلام وإيمان وإحسان وعلم بالله؛وحِلم بين سائر عباد الله؛ وما سواه من الأنصبة المتعلقة بالمعاش رزقا وارتزاقا؛ فإن الطبيعة البشرية تُلِحّ في طلبه أكلا وشربا وتكاثرا في المال والولد! بينما هي تطرح أرضا نصيبها الذي سيؤدي بها بإذن الله إلى خير عاجل وآجل .

<< هو الحــــي . لا إله إلا هو . فادعــــــــوه مخلصيـــــــن له الديــــــن . الحمد لله رب العالمين . >>





3- رباط المعاني :



1- الرباط في تقصدات أهل العرفان:

أ- نقطة التقاء على قطاف عرفانية .

ب- مَعْقلٌ للنفس تُعقل فيه بوشيجة من سر الأحمدية؛ قصد ترويضها على المجاهدة وطلب أسبابها في دثار من زهد وورع ؛مع ترك ما يفسد العقيدة في المسلم من تهافت على الدنيا وطمع .



2- الرباط مكان وتمكين ومُماكنة وتَمَكُّن:

أ- المكان وتُتخير فيه الزاوية المعزولة عن شواغل حس النفس وسرها؛مع الاتسام بالمشهد الجمالي الرفعوي الذي تشاهد فيه العين ما يبعث على السكينة والاطمئنان. وترى منه النفس رباطا مقدسا لها؛ تتقيد فيه بوشيجة الإقبال على الله؛ وتروم به منه إلى التمنع عن إتيان الهوى وفواتنه.

ب- التمكين وتمارس فيه للوارد على رباط الزاوية سلوكات يراها بتفعيل الممارسة من خلال وظيفة ذِكْريّة تذكيرية؛ تخضع لليسر والمياسرة؛ وللكيف التواصلي مع النفس؛ لتخليصها من شوائب شهوتها وغضبها ولا تخضع للكم العددي فقط؛ وهو بطبيعته العددية مغرق في متاهة الإرهاق؛ مما يؤدي إلى التلكئ في الإنجاز؛ وربما إلى الانصراف والتوقف!

ج- المُماكنة وتتم عملياتها الوظيفية فيما بين المتحلقين حول مائدة التوجه إلى الله من المريدين بإذن من شيخ تربيتهم وذلك من باب التنافح والتنافع الحاصلين لهم وهم يقيمون بهكذا حياة؛ ويسيرون على هكذا سبيل في ِولاية الله بالحمد والشكر الدائمين إلى وَلايته.

د- التمكّن ويتم بحصول فتح لَدُنِّيٍّ لا قِبَل فيه لأحد بتقديم ولا بتأخير؛ يبدو على أصحابه منه فضل الإخلاص لله سرا وعلنا ظاهرا وباطنا مبنى ومعنى كما وكيفا. وتظهر به منة القَبول المُحلاّة برضا الله ورضوانه؛ في ازْدِياج من عرف الصلاة على سيدنا رسول الله؛ وغرف من كوثرها الأحمدي الهامي غيثه من سماء عرفان المشاهدة والمراقبة!



3- أما المعاني فبوح بمكنون خوالج الصدور المختزَنة في رقائق السطور التي عز فهمها وتمنع مِراسها إلا على قاصد بمحبة يترصد منها فك رموز مكنوناتها ؛ وزاده إخلاص تعلقٍ وإحسان تخلق .



4- أنا المسلم :

1- أنا بفضل الله عليَّ ذلكم الخلْق السوي! ولو عرفت من أنا لَفُكَّ اللغز وتوارى إشكاله؛ وبدا بي مني من أنا ! كينونة أنا بَدَتْ في الكون إعجازا سرّه أنا! ولو وَضُحَتْ لكان بي لي سُمُو عرفاني ومنتهى غاية إدراكي لي أنا!

تأمل تَفرَّسْ في أنا؛ تجدني أنا كامنا في دقة المباني ورقة المعاني! اُسبر مَخبري واُعبر مَعبري! تجدني هناك ثم هناك أنا .



2- أنا مَنْ أسْلَم قلبه ووجهه لمولاه الأحدي إطلاقا في صدق نية وتمام توكل عليه سرمدا.

كن من شئت! وكن كيف شئت! فتش عني أنا! هناك تجدني شامخا في إيماني! كاملا في إسلامي! غنيا بقرآني! فخورا بديني! معتزا بمحمديتي! متزنا في أفكاري! متوازنا في اختياري!



3- أنا ثمرة إسلامية حلوة لزهرة إحسانية نَضِرَةٍ على غصن من الشجرة الأحمدية! نضارتها خشوعي! وحلاوتها خشيتي! فاشهد بالبصيرة وتأمل بالروح وتذوق بلسان سرك في خفي خفاء باطنك تجد شهدا خبؤه صفاء ولبه نقاء! ثم تلمس بحس النهى تُلامس من غير بنان جوهرا ظاهره موارد وباطنه رواء! وَزْنُه هويتي وميزانه انتسابي وطينتي! لونه صفاء في صفائي! إشارته في بشائــر محبتـــــــي ووفائـــــي!



4- أنا انصهار في ذوبان! وتلاش في تفان لا يحوطه من المنقوص حسبان! حسبي فيه أن يَعْمُرني هو! لا أن يغمرني أنا! حسبي أن يكون هو! ولا أبالي أن أكون أنا! هو ثابت حقا! أما أنا فَمُنْتَهٍ صِدقا! حدث عني بهذا ولا حرج! وبُحْ به أنّى شئت ومتى شئت! آن الخلاص بالتلقي وجاء الفرج!



5- أنا حدث حديث! شأني في شأني كسراب بقيعة يتلاشى كلما طلِبْ! ويختفي متى رُغب !

أما هو. سبحانه هو هو! أزلي. أبدي. ديمومي سرمـــدي. حي بـــاق بــــلا زوال!

5- الصوفية عِلمٌ وسلوك :

1- الصوفية لمحة من شمس عرفان الإلهام؛ ولمسة من رُوح جمال المعارف؛ فاعبر لتوك إلى هناك! ولا تَن في طلب !



2- الصوفية عِلم بالله وسُلوك مُحمدي تطبعه محبة تَتْرَى مِنك يا أنا بين الناس؛فالعلم بدون سلوك لايَنفع؛والسلوك من غير عِلم لايَشْفع.



3- إذا كانت الصوفية عِلْماً فإنها حِلْيَة للسلوك؛ وإذا كانت سلوكا أرقى؛ فإنها عرفان علم بالله قبل ذلك وبَعده!



4- الصوفية قول وعمل؛ لا قدْح ٌولا مدْحٌ ولا ادعاء ولا تمَنٍّ ولا أمل! فيا أيها المنتقد انتحابا! اُعبُر معبرنا بتجرد نفْس وخُلوِّ قلب ورغبة تقَصٍّ ومُرادِ تَحرٍّ؛ تَجِدْ لك من الحقيقة ما يَدُلك على إسفافك وغلوك! وبعد ذلك احكُم لنا أو علينا !

ويا أيها المدعي انتسابا! اِعلم أن الأمر هنا نسب لا انتساب !

- أما النَّسَب فعلم خَالٍ من الشوائب؛ وسلوك فارغ من العوائب .

- وأما الانتساب فهو رَوْمٌ فيه من الاحتمال ما يُثير الشُّبَه!

وبشأنه نقول لِمَ الأخذ بالفروع في حُضور الأصُول. وبالتالي نحن صوفيون أوفياء! ولسنا منتسبين أدْعيَاء!



5- الصوفية الحقة تروم بأصحابها إلى الاعتدال في الأحكام الخالية من تسلط الأنا؛المُغالى فيه من طرف بعض الناس غفر الله لنا ولهم بالتفجير والتكفير لمن لا ينتحيهم من مطلق السوى؛ المنظور إليه بعين الازدراء الأَنْتَوِيِّ ولو كان مسلما مثلهم! يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله! لأن ذنبه المُلَفّقَ له سفها وظلما عدمُ انتمائه إلى فرقتهم! وبالتالي فهو في نظرهم الأنَوِيِّ ابتداعيّ لا اتباعي! والأمر هنا يطول همه ومكره! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !



6- اعلم وقاك الله من غِلَّ الأنا وحِقد الأنت أن الصوفية رباط لجوامع المثاني! ومشرق لضياء أنجم المعاني! ومهمىً لغيوث الأنوار! ومجرىً لدوافق الأسرار! ومنجىً من عواتم الأكدار! ومغتسل شفاء من سخائم الأغيار!

فادخل يا من تحب الاعتدال هذا الرباط الصوفي الأحمدي بذكر الله وحمده وشكره؛ وبالصلاة على نبيه المصطفى المختار مع إكثارك من الاستغفار؛ تُكتَب بإذن الله رب العالمين بين دَفتيْ سجل التفضل مع علية الأبرار؛ وصفوة المصطفين الأخيار!



7- إن الصوفية بما تجمعه فيك لك من مكونات جمالية تغذيك يا أنا معرفة عرفانية لا تنكسر أبدا بالله مبانيها! ولا تنحسر في الله معانيها! ولا تُسْتَخْبَر من أحد غير الله مثانيها!

فتجرد يا أنا من نفْس بخُبث تُداور؛ وفي مكر تناور! واكرع بالاستغفار وبالصلاة على الحبيب المصطفى طه المختار حول حياض التقى بانشراح صدر وانفتاح نهى على منن الحمد وزيادة الشكر! وتروَّ لك من معينها الكوثري صفاء! وعبَّ بسر الفعل لا بجهره من سريِّها الجاري بك في سبحات لا إله إلا الله محمد رسول الله محبة وإخلاصا ووفاء!

أمَا علمت يا أنا أن الدنيا للدين تخضع وبه تنتظم! وأن الآخرة للملتزمين بحدود شريعته الفرقانية تفتح لهم بنور الله أبواب جِنانها وتبتسم!

فاملأ من الدين دنياك بصدق التعلق بالله وبإحسان التخلق بسيرة المصطفى تسْلَم! وتوجه على مطيته الأحمدية صوب أخراك بزاد التقى تغنم!



8- الصوفيّ هو كل عبد خَلُصت سريرته لله. وصفتْ بصيرته بالله. وشاهد بمنظار الأحدية كمال حقيقة توحيد الله من علياء لا إله إلا الله. ولا حظ بشهود الأحمدية وجمال شريعة الترشيد من نور محمد رسول الله. وأدرك بالحس والمعنى سر إيجاده وإمداده:<< وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين. << ومن ذلك اسْتحثَّ نفسه لزاد الرحيل. << وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.>> فخاف من الجليل وقنع بالقليل؛ مسايرا أحواله بسر الالتزام ضبطا وتقويما؛ متمرسا جُلوة النَّقَاء؛ ممارساً خُلوة الصفاء؛ صفاء لا يبرح أعتاب الهدى والاهتداء؛ مرتبطا بحقيقة الأزل وشريعة الدوام. إذ لولا الحقيقة ما كانت الشريعة. ولولا الشريعة ما ظهرت الحقيقة .



9- الصوفيّ هو من ناغى بلغة الكمال جمال التأحيد. وخاطب بمعاني التجريد. وأغرق نفسه في تدبّر معاني جلال التوحيد. واحجتب كله في سرادقات عزة كمال التحميد .وعلا وجدانُه في علياء سماء أنوار هيبة التفريد. وامتلأ قلبُه من رواء معين كوثر سبوحية التمجيد. وانْزوى تحت ظلال شجرة در الهدى والترشيد. واغتسل آنها وثمتها بماء بَرَد عين يقين الاهتداء؛ يرجو عفوا وحدوث تغيير وتجديد .



10- كن بالله في سرك صوفيا يخلو من كل تشوف؛ فإن في التشوف نُكوصا يقذفك إلى الوراء في بعد تام عن مرادك الصوفي والذي ما هو إلا محاولات تتكرر منك فيك بين فيْنَةٍ وأخرى؛ رغبة في إفراغ النفس من حُمولة هواها؛ والسير بها في أمان الله إلى حقيقة هُداها! مع حمد وشكر دائبين؛ لا ينقطع بالله من عين اغتراف رحمة الله جريانهما!



11- توكل على الله في روم صوفيتك؛ وسر بك منك إليه ولا تتخوَّف؛ فإن في التخوف انهيار نية يؤدي بك إلى اختلال موازين ثقة كانت تملأك قوة وعزة بالله؛ مما يعود عليك بالسلب التام فيما كنت ترومه لك من صلاح سلوك وتربية!



12- كلامُنَا نحن الصوفيةَ يعتمد زينةَ دقة المعاني؛ التي تتحلى منها في مَقالها ومَقامها قلائد المثاني !فاحضر إلينا بقلبك قبل قالبك في ترك لارْتِكَان التواني! واشهدنا بروحك وعين بصيرتك لا بخساءة انحسار بصر المباني! وغصْ معنا في بحر الحقيقة على علم يقين منك أنه هو الحي الأزلي الباقي مُلكه وأنت الزائل الحائل الفاني!



13- الهدف المنشود من التربية الصوفية تخليص المُريد من هوى نفسه شهوة وغضبا؛ وذلك من خلال تمريسه على قِيَم المحبة والإخلاص والوفاء والعلم بالله! هذا العلم الذي تجري أنواره العرفانية في أحوال ذلك المريد سِرا وعلنا؛ ظاهرا وباطنا؛ مبنى ومعنى؛ كما وكيفا بمثاني جلال الحمد وبمعاني جمال الشكر؛ وبمزيد نَعْمَاء الفضل وآلائه. ولا إله إلا الله الولي الحميد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fomac.yoo7.com
 
كتاب رباط المعاني سيدي ح محمد المختار الحسني الوزاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب رباط المعاني - سيدي ح محمد المختار الحسني الوزاني -
» كتاب رباط المعاني - سيدي ح محمد المختار الحسني الوزاني -
» كتاب رباط المعاني سيدي ح محمد المختار الحسني الوزاني
» كتاب رباط المعاني
» دروس ومواعظ ونصائح وأذكار سيدي الحاج المختار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مؤسسة مولاي عبد الله الشريف :: المنتدى الاسلامي :: كتب ومؤلفات-
انتقل الى: